الطالب المتأخر والمسألة الرياضية التي عجز العلم و العلماء عن حلها !

يقول جورج أعطاني والدي في مراحل دراستي آلاف مسائل الرياضيات والإثباتات المعقدة لأحلها، ليدربني، وكان والده عالم رياضيات ولغويات ألف في عام 1920م أحد أشهر كتب الرياضيات “الرقم: لغة العلم”..

قصتة وعبقريتة كانت في أول عام له في السنة التحضيرية في الدكتوراه، وكان عمره حينها 25 عام، وصل متأخراً إلى محاضرة يلقيها عالم الرياضيات والإحصاء Jersy Neyman ووجده قد كتب مسألتين إحصائيتين على السبورة ..

جرت العادة في الدرس أن يكتب أستاذ المادة على اللوحة مسألة أو أثنتين ليحلوها كواجب، لكي يعمل الطلاب على محاولة حلهم، وتقديم الحل للأستاذ في الدرس التالي، حدث ذات يوم أن تأخر جورج على بداية هذا الدرس، ودخل وجلس، وطالع اللوحة فوجد عليها مسألتين، أعتقد جورج أن المسألتين المكتوبتين واجبات ليحلوها في المنزل، نقشهم ونقلهم على ورقته ثم عاد إلى المنزل، وحين عاد لمنزله شرع في حلهما، حيث لاحظ زيادة مستوى الصعوبة فيهما عما أعتاده من المسائل التي كان يطلب منهم أستاذ المادة حلها ..

كانت المسألتين صعبتين جداً، وقد ظن الطالب أن الدكتور يمتحن مهارات الطلاب، فذهب على الفور إلى مكتبة الجامعة وبدأ يدرس في المراجع والكتب لمدة أربعة ايام متتالية حتى تمكن من إيجاد حل المسألة الاولى، وهو يشعر في داخله بالغضب من هذا الأستاذ الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب، وأضطر بعد ذلك إلى الذهاب إلى مكتبه أخرى للحصول على مراجع تخص المسألة الثانية وهو يتعجب لصعوبه المسألتين والتي لاعلاقه لهم بدراسته ..

وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة أستغرب أن الدكتور لم يسأل الطلاب عن الواجب، وذهب جورج إليه، وسلمه الحل، وأعتذر له عن تأخره في حل هاتين المسألتين، وأخبره أن بها حل الواجب الذي طلبه ..

تعجب الدكتور كثيراً وأزدادت دهشته فهو لم يعط الطلاب أي واجب وقال: لكني لم أعطيكم أي واجب والمسألتين اللاتي كتبتهما على السبورة هي أمثلة كتبتها للطلاب للمسائل التي عجز العلم عن حلها ..

رد عليه الطالب جورج : يادكتور لقد أستغرقت في حل المسألة الاولى أربعة أيام وحللتها في أربعة أوراق ..

سأل جورج الدكتور هل لازلت تريده؟
رد الدكتور وقال نعم، ضعه على طاولتي في المكتب، ذهب ليضعه ووجد المكتب مطموراً بالأوراق، فكر في أن الدكتور لن يقرأه في زحمة الأوراق وستضيع درجات الواجب عليه ..

بعد مرور شهر ونصف، وفي يوم أحد، الساعة 8 صباحاً، كان نائماً في منزله، وجد جورج من يقرع بابه بقوة وعنف، وحين فتح وجد أمامه الدكتور George Dantzig، يقف متحمساً ومعه حزمة أوراق، يطير من الفرح، يصرخ بصوت عال قائلاً: لقد حللتهما يا جورج …

بعدما خفّت حدة الفرح لدى الدكتور، شرح له أن ما نقله جورج من على اللوحة لم يكن سوى معضلتين إحصائيتين لم يتمكن علماء الرياضيات من حلهما من قبل، حتى جاء جورج وحلهما، باعتراف جورج نفسه، لو كان علم أنهما كانتا كذلك، ما كان ليحاول حتى التفكير في حلهما، المفاجأة الثانية هو الوقت القليل الذي أستلزم جورج لحل معضلتين لا واحدة !!

الذي حصل أن المسألتين اللتين كتبهما الدكتور على السبورة يوم تأخر جورج كانتا مجرد مثالين لمسألتين في الإحصاء عجز العلماء عن إثباتهما، وكانت تعد من ضمن المسائل مستحيلة الحل، أثبتهما جورج معتقداً أنه واجب منزلي مطلوب من كل الطلاب وعلق جورج قائلاً: “لاحظت أن المسائل كانت أصعب من المعتاد بقليل” ..

نُشرت إثباتات جورج في مجلات الرياضيات العلمية، بعد أنقضاء العام الأول من الدراسة، بدأ جورج يفكر في كتابة رسالته للدكتوراة وأستشار مشرفه، تنحنح المشرف وقال “أطبع المسألتين ودبسهم مع بعض وسأكون سعيداً بقبولهم كرسالة دكتوراة”، ومازالت هذه المسألة بورقاتها معروضة في تلك الجامعة حتى الآن، وبناء على أقتراح أستاذه، جعل جورج طريقته في حل المعضلتين أساساً لنيل رسالة الدكتوراه فيما بعد، ومهدت دراسات جورج وأبحاثه الطريق أمام غيره من الباحثين والأستاذة لنيل جوائز نوبل ..

يعتبر البعض George Dantzig الأب الروحي للبرمجة الخطية، أو السبملكس، لإن إنجاز جورج الأكبر لم يكن حله لتلك المسألتين وحسب، ولكن في إختراعه (Linear programming) أي البرمجة الخطية، وهي طريقة تستخدم نماذج رياضية لحساب مخرجات مطلوبة معتمدة على مدخلات مختلفة ومعقدة. مثلاً لو أردت أن تُنتج منتجاً معيناً بأقل تكلفة ممكنة وعملية الإنتاج مكونة من عناصر مختلفة، البرمجة الخطية تساعدك في اتخاذ قرار مبني على أساس علمي بخصوص أكثر المدخلات العناصر المختلفة مناسبةً للإنتاج بأقل تكلفة ممكنة ..



ما هو أكثر شيء مدهش في البشر ؟

سأل أحدهم : جبران خليل جبران :ما هو أكثر شيء مدهش في البشر ؟فأجاب :” البشر يملّون من الطفولة ، يسارعون ليكبروا ، ثم يتوقون إلى أن يعودوا أطفالاً ثانيةً ، يضيّعون صحتهم ليجمعوا المال ، ثم يصرفونه ليستعيدوا الصحة . . يفكرون بالمستقبل بقلق ، وينسَون الحاضر ، فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل .…

مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ !!!

منذ اندلاع حرب #غزة لاحظت أمراً مؤلماً … أن بعضنا يركز على مراقبة أهله وجيرانه ومن حوله لإستخراج الأخطاء وتسليط الضوء عليها ، والإنتقاد غير البنّاء … بينما كان بإمكانه صرف هذه الطاقة لفعل شيء إيجابي تجاه نفس القضية. كلنا مقصرون … ولولا الوهن الذي أصابنا ما تجرأ علينا القاصي والداني. قال رسول الله صلى…

أضف تعليق